بعد تحذيرات اليونسكو هل تغرق الإسكندرية بسبب التغيرات المناخية؟.. خبراء يجيبون

بعد تحذيرات اليونسكو

هل تغرق الإسكندرية بسبب التغيرات المناخية؟.. خبراء يجيبون

أصبح الحديث عن التغيرات المناخية والكوارث التي قد تخلفها هو الشغل الشاغل للكثيرين حول العالم في الوقت الحالي، مع تحذيرات لا تكاد تتوقف عن فيضانات وزلازل وموجات تسونامي قد تسبب في غرق عدد كبير من المدن حول العالم من بينها مدينة الإسكندرية المصرية.

وعاد الحديث عن غرق مدينة الإسكندرية إلى السطح مجددا مع تحذير أطلقه الدكتور بدوي رهبان - خبير الكوارث الطبيعية وتغير المناخ ومدير الحد من الكوارث الطبيعية في اليونسكو سابقا - من أن الارتفاع في منسوب مياه البحر المتوسط الناتج عن التغيرات المناخية يهدد الإسكندرية بالغرق وعدد من المدن الأخرى حول العالم.

وجاء ذلك عقب تصريحات سابقة لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون بأن الإسكندرية من بين خمس مدن مهددة بالغرق، كما حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة نهاية العام الماضي، من كون ثلث مدينة الإسكندرية مهدد بالغرق بحلول عام 2050 حيث سيكون وفقا للتقرير الأممي غير صالح للسكن.

قالت الدكتورة ابتسام السيد - أستاذ متفرغ بمعمل عمليات الشواطئ بالمعهد القومي لعلوم البحار - إن بداية الحديث عن غرق مدينة الإسكندرية كان من حقبة التسعينيات، مشيرة إلى أنه أمر مستبعد حدوثه؛ وأشارت إلى أن ما يرجح أن يحدث هو غرق نحو 50 سم من المسافة بينهم كورنيش المدينة والبحر والتي تبلغ المسافة بينهما في الوقت الحالي مترين وهذا بعيدا تماما عن أن نصفه بغرق المدينة، كما أن الاحتمال الأكبر هو خروج المياه لطريق الكورنيش في أسوأ الاحتمالات. وأشارت إلى أن غرق المدينة بمعناه الحقيقي لن يحدث سوى في حالة واحدة فقط هو في حالة حدوث زلزال قوي كما حدث سابقا في العصر البطلمي والذي أدى لغرق المدينة القديمة. واعتبرت أن الدراسات التي تعلم عنها مؤسسات عالمية خارجية مبنية على معلومات نظرية غير دقيقة بسبب غياب البيانات وضعفها حيث يلجؤون لوضع تصور على ما يحدث في الخارج وليس على أرض الواقع في الإسكندرية.

من جانبه قال الدكتور جاد القاضي - رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ورئيس المعهد القومي لعلوم البحار سابقا - إن التغيرات المناخية ليست بالأمر الجديد ولكنها تحدث منذ فترة وإن تسارعت وتيرتها مؤخرا بشكل ملحوظ، وأشار القاضي، إلى أن الحديث عن غرق مدينة قائمة بشكل كامل في الوقت الحالي يحتاج إلى ملايين السنوات وليس بضع سنوات فقط كما يدور الحديث من جانب بعض الهيئات.

من جانبه استبعد اللواء محمد الشريف - محافظ الإسكندرية - احتمالية غرق المدينة بسبب التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الأبحاث العلمية أشارت إلى زيادة منسوب هطول الأمطار وارتفاع مستوى مياه البحر ولكن ليس إلى الدرجة التي تهدد المدينة الساحلية، وأشار محافظ الإسكندرية، إلى أنه ولمواجهة التغيرات المناخية جرى إطلاق مشروعات بنحو مليار و341 مليون جنيه، يجري خلالها إنشاء أعمال الحماية البحرية بطول الساحل بالمحافظة، وذلك لحماية الشواطئ والمناطق المعرضة لخطر ارتفاع مياه البحر.

الأهرام 10/7/2023