مؤتمر المناخ فرصة يجب استثمارها مصر تثبت للعالم أنها بلد سياحة المؤتمرات العالمية وقادرة على تنظيم أي فعالية وبأي عدد
مؤتمر
المناخ فرصة يجب استثمارها
مصر
تثبت للعالم أنها بلد سياحة المؤتمرات العالمية
وقادرة على تنظيم أي فعالية وبأي عدد
منذ
عدة سنوات حظى القطاع السياحي المصري، باهتمام غير مسبوق من قبل الدولة، وبخاصة
فيما يخص ملف الترويج للمقصد السياحي المصري بكل مكوناته، فما حدث وما يحدث اليوم
بانعقاد مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ ما هو إلا تتويج لما تحقق خلال هذه السنوات
الست الماضية، التي يجب أن نتوقف عندها طويلا.. لأننا بالفعل نشعر أننا دخلنا
عصرًا جديدًا مليئا بالفخر بـتاريخ مصر وحضارتها العريقة.
وقد
اعتمدت الاستراتيجية المصرية للدعاية للمقصد السياحي المصري بشكل خاص والدعاية
لمصر كبلد بشكل عام، على مقومات أهمها المكونات الطبيعية، وهذه متوافرة في مصر
بشكل ليس له مثيل، في أي مكان على وجه الأرض، لكن كانت تنتظر إزالة الصعوبات التي
تعوق الوصول إليها، سواء كانت هذه المقومات ثقافية أو بيئية أو طبيعية، وقد أنجزت
الدولة المصرية بشكل غير مسبوق في مختلف الملفات لتحقيق هذا الهدف، وبدأت بملف
البنية التحتية الذى حققت فيه نقلة غير مسبوقة، فشقت الجبال وأقامت الجسور
والمحاور والسكك والكباري، وأصبح الوصول إلى أي مكان في مصر أكثر سهولة ويسرا ويتم
في وقت قصير.
وبالتزامن
مع مرحلة تنفيذ البنية التحتية، كان هناك عمل يجرى على قدم وساق لإنشاء المتاحف
الجديدة وتطوير القائمة، حيث استكمال مشروع المتحف المصري الكبير الذي ينتظر
العالم افتتاحه العام المقبل، ليكون أسطورة المتاحف في العالم.. وكذلك متحف
الحضارة بالفسطاط الذى تم افتتاحه ونقل 22 مومياء لملوك مصر الفراعنة إليه في موكب
مهيب أبهر العالم بأجمعه شرقًا وغربًا، وتحول متحف الحضارة بالفسطاط والمنطقة
المحيطة به بما فيها بحيرة عين الصيرة إلى نقطة ضوء وجذب سياحي فريد، وكذلك افتتاح
متحف المركبات الملكية بحي بولاق أبو العلا بعد تطويره، فالزائر الآن لهذا المكان
سيشعر بالمتعة والإحساس بالفخر، وسط مبنى أثرى رائع لا يتخيل أحد وجوده في هذا
الموقع، وسينبهر بالمعروضات من المركبات الملكية، في زهو وفخر بهذا المتحف المبهر،
وبقدرة مصر على إبهار العالم كل يوم بتاريخها وآثارها.
كما
نظمت العديد من الفعاليات العالمية سواء ثقافية مثل احتفالية طريق الكباش التي
نقلتها غالبية وسائل الإعلام العالمية، وكانت وبحق مفخرة لكل مصري، وتزامن معها
إقامة بطولات وأحداث رياضية مثل بطولة كأس العالم لكرة اليد وبطولة العالم للسلاح
وغيرها من الفعاليات التي في الأساس ركيزة مهمة من ركائز بناء الصورة الذهنية لأى
دولة سياحية، تريد أن تحقق نهضة حقيقية.
واليوم
تحقق لمصر إنجاز آخر لنمط سياحي مهم هو نمط سياحة المؤتمرات بتنظيمها مؤتمر المناخ
العالمي COP27، لتثبت وتقول للعالم
إنها بلد تنظيم الفعاليات العالمية، ووفقًا لدراسة صادرة عن المرصد المصري التابع
للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن مكاسب استضافة مصر لقمة المناخ COP27، أحدثت انتعاشة سياحية جديدة لمدينة شرم الشيخ بشكل خاص ولعموم
المقصد السياحي المصري بشكل عام، فاليوم ووفقًا للبيانات الرسمية، وصلت نسبة
الإشغال في فنادق شرم الشيخ والمنتجعات السياحية القريبة منها إلى 100% لأن الحضور
للقمة جاء أضعاف المتوقع من الزوار، وبفضل اهتمام الدولة المصرية بجودة التنظيم
يشعر المشاركون بالانبهار من حُسن التنظيم والاستقبال.
لذلك
وقبل أن ينتهى هذا الحدث المهم، الذى فتح لمصر أسواقًا سياحية جديدة، حيث تشارك
فيه قرابة الـ 190 دولة، لا بد من استثماره والبناء عليه، فلا يصح أن يتراجع
القطاع السياحي للوراء، بل يجب عليه الاستمرار فيما حققه من جودة الخدمات المقدمة
للضيوف، وحُسن التنظيم والاستقبال، فالمعروف عن المقصد السياحي المصري عالميًا أنه
مقصد رخيص يجتذب فئات سياحية لا تقبلها مقاصد سياحية أخرى، لكن مؤتمر المناخ أتاح
فرصة عظيمة للمقصد السياحي المصري وبخاصة أن أكثر من 140 رئيس دولة ورئيس حكومة
ومنظمة إقليمية ودولية، ورجال أعمال جاءوا إلى مصر وإلى شرم الشيخ على طائراتهم
الخاصة، وتم استقبالهم بشكل أسطوري يليق بمكانتهم، وأقاموا في فنادق وأجنحة راقية
وبأسعار عالية توازى حجم الخدمات التي تم تقديمها لهم، لذلك من الآن فصاعدًا لم
يعد ممكنا لأصحاب المنشآت الفندقية المصرية الرجوع للأسعار السابقة.
وتزامنت قمة المناخ بشرم الشيخ، مع فعاليات بورصة سوق السفر العالمي بلندن «WTM» التي شد الرحال لها أصحاب الفنادق والشركات السياحية، لذا يجب عليهم أن يستثمروا ما تم إنجازه والبناء عليه، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقوم أبى صاحب منشأة سياحية بعقد صفقة لتأجير منشآته أو بعض منها بأسعار متدنية، ولا بد أن يضع المفاوض المصري فوق رأسه حقيقة مهمة وهى أن المقصد السياحي المصري الآن يختلف عن الحال التي كان عليها منذ عدة سنوات، وأن يعلم أن ما تم دفعه للوصول إلى هذه الحال يجب أن يقدر بقدره وبخاصة في قضية التسعير الخاصة بالغرف الفندقية والخدمات.
المصري اليوم 9/11/2022